للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>


= التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولا يقال فيها كيف ولم، بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدم من أئمة المسلمين ثم قال: حدثنا أبو نصر محمد بن كردي، قال: حدثنا أبو بكر المروزي، قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والأسماء فصححها وقال: تلقتها العلماء بالقبول وتسليم الأخبار كما جاءت وقال الآجري: سمعت أبا عبد الله الزبيري وقد سئل عن معنى هذا الحديث فذكر مثل ما قيل فيه، ثم قال أبو عبد الله: نؤمن بهذه الأخبار التي جاءت كما جاءت، ونؤمن بها إيمانًا ولا نقول كيف ولكن ننتهى في ذلك إلى حيث انتهى بنا فنقول في ذلك ما جاءت به الأخبار كما جاء انتهى ٣١٥.
وقال ابن قتيبة في مختلف الحديث ص ٢٢١ بعد كلام ذكر فيه جميع التأويلات التي قيلت في هذا الحديث قال: والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعينين فإنما وقع الأِلْف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن. ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد. وقد قال قبل هذا الكلام بصفحة، فإن صحت رواية ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يعني "على صورة الرحمن" فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تأويل ولا تنازع فيه انتهى منه. نعم فقد تبين مما ذكرنا أعلاه أن هذا الحديث صححه أئمة الحديث الإمام أحمد بن حنبل، وزميله إسحاق بن راهويه، والحافظان الذهبي وابن حجر العسقلاني وكفى بهؤلاء قدوة في هذا الشأن. وليس مع من أنكر صحة هذا الحديث حجة يدلي بها إلا عدم إلفه لهذه اللفظة كما قال ابن قتيبة. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدِّين.
كلام تقي الدين الهلالي في هذه المسألة:
أقول: قد أجاد أخونا الأستاذ حماد بن محمد الأنصاري نزيل المدينة النبوية فيما جمعه من الأحاديث وأقوال العلماء في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِهِ" وقد استوفي الكلام حتى تبين الحق لكل منصف وقامت الحجة على كل متعسف من نفاة الصفات الذين يشبهون الله تعالى بالمعدومات. وقد ظهر لي أن أضيف إلى كلامه حديثًا آخر في هذا المعنى رواه البخاري في كتاب التوحيد

<<  <   >  >>