للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما جاءت عنه بعض روايات أنه كان يحتفظ ببعض الآثار الموقوفة:

فروى عمرو بن شعيب قال: وجدنا في كتاب عبد الله بن عمرو، عن عمر بن الخطاب قال: "إذا عبث المعتوه (١) بامرأته، أُمر وَليُّهُ أن يُطلِّق" (٢) .

وفي رواية أن عمر كتب إلى عمرو بن العاص: "أنه يُؤجَّل سَنَةً، فإن برئ، وإلا فرق بينه وبين امرأته" (٣) .

وجاء عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن مما كتبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفة سماها (الصادقة) فعن مجاهد قال: أتيت عبد الله بن عمرو فتناولت صحيفة من تحت مفرشه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئًا، قال: "هذه الصادقة، هذه ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه (فيها) أحد، إذا سلمتْ لي هذه، وكتاب الله - تبارك وتعالى- والوَهْط (٤) فما أبالي ما كانت


(١) أي المجنون، وشبهه.
(٢) أخرجه الإمام الدارقطني في سننه (٤/٦٥) حديث (١٥٩-١٦١) من طرق عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن عمرو بن شعيب قال: وجدنا في كتاب عبد الله بن عمرو عن عمر بن الخطاب ... (الحديث) . ومدار طرق الحديث كما ترى على حبيب بن أبي ثابت، ومع ثقته وجلالته، فإنه يدلس، تدليساً قادحاً/ ينظر التقريب (١٠٨٤) ، وطبقات المدلسين (ص٨٤) ولم يذكر هنا ما يفيد الاتصال، فتكون روايته ضعيفة لانقطاعها، لكن للحديث طريق آخر يعضده، وهو الآتي عقب هذا، حاشية (٣) ، وبمجموع الطريقين يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره.
(٣) أخرجه الإمام الدارقطني أيضًا في سننه كتاب النكاح - باب المهر (٣/ ٢٦٧) حديث (٨٦) من طريق هشيم بن بشير عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب في مسلسل يخاف على امرأته منه، فكتب إليه ... (الحديث) وهذا إسناد رجاله ثقات إلى حجاج، وهو ابن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ -كما في التقريب (١١١٩) فيكون ضعيفاً من جهة ضبطه، كما أنه يدلس تدليساً قادحاً / طبقات المدلسين (١٢٥) ، وقد عنعن هنا، فتكون روايته هذه ضعيفة لأجله، ولكن تعضدها الرواية السابقة في الحاشية رقم (٢) كما قدمت، فتكون حسنةً لغيرها.
(٤) سيأتي تفسير معناه في الرواية الآتية.

<<  <   >  >>