للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليه الدنيا" (١) ، ومن ذلك يفهم أن عنايته بكتابة السنة، لم تشغله عن عنايته بالقرآن الكريم.

وجاءت عنه رواية أخرى قال فيها: أما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الوَهْط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص، وكان يقوم عليها (٢) .

ونقل الذهبي عن بعض العلماء قوله: ينبغي أن تكون تلك الصحيفة أصح من كل شيء؛ لأنها مما كتبه عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم والكتابة أضبط من حفظ الرجال (٣) .

ويذكر الدارسون: أن هذه الصحيفة الصادقة هي التي رواها عمرو بن


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/٢٦٢) والخطيب في تقييد العلم (٨٤) كلاهما من طريق إسحق بن يحيى عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به. وليس في رواية ابن سعد قوله: إذا سلمت لي هذه ... (الحديث) . وفي هذا الإسناد إسحق بن طلحة التيمي، وهو ضعيف/ التقريب (٣٩٠) .
وأخرج ابن سعد أيضاً عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عمرو قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة ما سمعته، فأذن لي، فكتبته، فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك الصادقة / الطبقات (٤/٢٦٢) .
ورجال هذا الإسناد ثقات غير شيخ ابن سعد، (أبو بكر بن عبد الله) فلم أقف على ترجمته.
وأيضاً هناك رواية أخرى ستأتي في حاشية (٣) من طريق آخر، وبمجموع تلك الطرق يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره.
(٢) أخرجه الدارمي في سننه -كتاب العلم- باب من رخص في كتابة العلم ١/حديث (٥٠٢) والخطيب في تقييد العلم (٨٤) من طريق شريك عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، به وأخرجه الخطيب في تقييد العلم (٨٥) من طريق عنبسة بن سعيد عن ليث، به، ومن طريق الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحبراني عن عبد الله بن عمرو، به بمعناه مع زيادة في آخره. وهذان الطريقان مع ماتقدم في حاشية رقم (٢) ، يرتقي بطرق الحديث إلى الحسن لغيره.
(٣) تاريخ الإسلام (وفيات سنة -١١٨?. ص٣٣٤) .

<<  <   >  >>