وغير ذلك من الأحاديث القولية والعملية التي تثبت أن أحاديث كتبت في عهده صلى الله عليه وسلم.
وهذا جعل العلماء يوفقون بين هذه الأحاديث وبين نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري عن الكتابة.
وقد أوجز ذلك ابن حجر بقوله:"والجمع بينهما أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك".
"أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد والإذن في تفريقهما".
"أو النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس، وهو أقربها مع أنه لاينافيها".
"وقيل: النهي خاص بمن خُشِي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أُمِن منه ذلك"(١) .
واختار ابن القيم النسخ وفصَّل فيه فقال:"قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الكتابة والإذن فيها، والإذن متأخر، فيكون ناسخاً لحديث النهي؛ فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال في غزاة الفتح: "اكتبوا لأبي شاه" - يعني خطبته التي سأل أبو شاه كتابتها، وأذن لعبد الله بن عمرو في الكتابة، وحديثه متأخر عن النهي؛ لأنه لم يزل يكتب، ومات وعنده كتابته، وهي الصحيفة التي كان يسميها الصادقة، ولو كان النهي عن الكتابة متأخراً