"أب"، والمضاعف الثلاثي، والمهموز، والمعتل، فكان يقدم الثنائي المقصور في أول فصوله أياً كان الأصل الثالث الذي يدعيه له الصرفيون. وحار في المضاعف الثلاثي، فقدمه على جميع المواد في أغلب الأحيان وأخره في بعضها على الجميع وتخلص من المهموز الحرف الثاني أو الثالث بوضعه مع المعتل ولم يراع في المعتل التفرقة بين الواوي واليائي.
أما علاجه للألفاظ، فكان لغوياً راعى فيه التفسير الواضح، والالتفات إلى بعض المشتقات ودوران اللفظ في الآيات المختلفة، والإتيان بالشواهد من الحديث والشعر، والتزم إيراد ما يؤخذ من اللفظ من مجاز وتشبيه. ولو يورد في أقواله أسماء لغويين ولا مفسرين إلا نادراً على الرغم من إطالته في الشرح وقد أصبح هذا الكتاب علماً بارزاً في هذا الفرع من العلوم، بفضل ترتيبه وعلاجه الاستعمال المجازي، ومحاولته تتبع دوران اللفظ في القرآن. وإنه الجدير بمكانته هذه، فهو الرائد الذي لم يجد من يسير خلفه، ويكمل عمله، فكتابه أشبه ما يكون بمعجم كامل للألفاظ القرآنية.
وذكر حاجي خليفة كتاب محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي فقال:"ذكر فيه أن طلبة العلم وحملة القرآن سألوه أن يجمع لهم تفسير غريب القرآن فأجاب، ورتبه ترتيب الجوهري، ضم فيه متناً من الإعراب والمعاني، وفرغ من تعليقه في سنة ٦٦٨ (١) ".
وتقتني دار الكتب المصرية نسخة مخطوطة من كتاب ابن الشحنة محمد ابن محمد (١٦٨ تفسير) ولكنها ناقصة من أولها. وهو أقرب إلى كتب التفسير منه إلى كتب اللغة، بخلاف الكتب السابقة، فالمؤلف يعنى بأقوال