المفسرين واختلافاتهم، ولذلك تظهر أسماؤهم بكثرة عنده. أما أسماء اللغويين وأصحاب الغريب فقليلة نادرة والعلاج مختصر ترد فيه شواهد شعرية. وقد سار المؤلف في ترتيبه بحسب ترتيب السور في المصحف.
وقال حاجي خليفة عن ابن السمين الحلبي:"لابن السمين الحلبي أيضاً مفردات القرآن، وهو أحسن الكتب المؤلفة في هذا الشأن" وبقى من كتب القرن الثامن كتابا المارديني وأبي حيان، أما الأول فقد فرغ من تأليف كتابه، المسمى "بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله من الغريب" في صبيحة يوم الجمعة الرابع والعشرين من ربيع الأول عام ٧٣٦، كما نرى في المخطوط المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم ٥٤٩ تفسير. ووضح المؤلف غرضه ومنهجه ومراجعه في المقدمة في قوله:"جمعت في غريب القرآن كتاباً غريباً مسلكه، قريباً مدركه، صغيراً حجمه، غزيراً علمه، يبهج الخاطر، ويروق الناظر ألفته من غريب أبي بكر العزيزي (السجستاني) وأبي محمد بن قتيبة وأبي عبيد الهروي وتفسير جار الله الزمخشري - ورأيت ترتيبه على السور مقللاً لألفاظه، ومسهلاً على حفاظه" إذن فقد كان يرمي إلى الاختصار والإحاطة والترتيب على السور وقد كان كتابه كذلك، أهم ظواهره الإيجاز، وغلة الناحية اللغوية عليه أكثر من التفسير، وقلة الاستشهاد، وندرة أسماء المفسرين، والكتاب في ٤٩ ورقة من الحجم الكبير.
وأما كتاب أبي حيان المسمى "تحفة الأريب، بما في القرآن من الغريب" فقد أشرف على طبعه في عام ١٩٣٦ محمد سعيد بن مصطفى الوردي النعساني، وذيل عليه في هوامشه بما في الألفاظ التي ذكرها من قراءات وبما أغفله المصنف من غريب وقد لجأ المؤلف إلى ترتيبه وفقاً لنظام غريب يأخذ