للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما النوع الثاني من الجهل هو جهل الحكم بهؤلاء السحرة وجهل الحكم بالإتيان إليهم، فأكثر الناس لايعلمون أن نصوص الشريعة جاءت بكفر السحرة بل لايدركون أيضا أن من جاء إليهم مصدقاً لما يقولونه أنه أيضا كافر مثلهم وقد بينا فيما سبق حكم الساحر وحكم من أتى إليه.

فالسحرة لم ينتشروا في هذا الزمان إلا عندما رأوا جهلاً عميقاً من الناس وبعد الناس عن دين الله عز وجل وتركهم للكتاب والسنة ـ إلا من رحم الله ـ ولجوئهم لغير الله بعدما ماتت قلوبهم وأصبحوا أشد حرصاً على الدنيا وكراهية الموت.

ومن الأمور التي أدت أيضا إلى تسلط السحرة.

١. غياب شرع الله وتحكيمه في غير هذه البلاد حفظها الله ورعاها.

إذا نظرت إلى أحوال أمة الإسلام وماتمر به من فتن متلاحقة وتسلط أمم الشر عليها بما فيهم من الكهان والمشعوذين وأمعنت النظر في ذلك وجدت أن أهم عامل أدى إلى انتشار السحر وتسلطه على أفراد هذه الأمة ومجتمعاتها هو غياب تطبيق الشريعة في بلاد الإسلام وتنحيها واستبدال قوانين الكفر والإلحاد مكانها.

<<  <   >  >>