هذا الباب والآخر قصر فيه، أحدهما أفرط والثاني فرط، فهي حق بين باطلين: فأهل السنة وسط - أي عدول خيار - بين طرفين منحرفين، في جميع أمورهم.
وسأذكر خمسة أصول عقدية كان أهل السنة والجماعة وسطاً فيها بين فرق الأمة:
[الأصل الأول: باب العبادات]
توسط أهل السنة في هذا الباب بين الرافضة والصوفية وبين الدروز والنصيريين"١".
فالرافضة والصوفية يعبدون الله بما لم يشرعه من الأذكار والتوسلات، وإقامة الأعياد والاحتفالات البدعية، والبناء على القبور والصلاة عندها والطواف بها والذبح عندها، وغلاتهم يعبدون أصحاب القبور بالذبح لهم أو دعائهم أن يجلبوا لهم مرغوباً أو يدفعوا عنهم مرهوباً.
والدروز والنصيريون - الذين يسمون العلويون - تركوا عبادة الله بالكلية فلا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون ... الخ.
أما أهل السنة والجماعة فيعبدون الله بما جاء في كتاب الله وسنة
"١" الدروز والنصيريون فرقتان توجدان في بلاد الشام - سوريا ولبنان وفلسطين - ومن عقائد النصيريين: أنهم يؤلِّهون علي بن أبي طالب. ومن عقائد الدروز: أنهم يؤلِّهون الحاكم بأمر الله العبيدي. ولهذا فقد ذكر أهل العلم أن الدروز والنصيريين مرتدون خارجون عن الملة، وأنهم في حقيقة الأمر ليسوا من المسلمين، وإن انتسبوا إلى الإسلام. وينظر: ما يأتي في النفاق الأكبر في مبحث "صفات المنافقين" إن شاء الله تعالى.