للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الثاني: موقف قريش من الغزوة وما دار بينها وبين المسلمين]

[الفصل الأول: موقف قريش من هذه الغزوة]

[المبحث الأول: إعداد قريش وخروجها لصد المسلمين]

...

[المبحث الأول: إعداد قريش وخروجها لصد المسلمين]

علمت قريش بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى مكة فأفزعها الخبر، وأقضى مضجعها، لكن كيف وصل الخبر إلى قريش؟

لم أر أحداً من أهل المغازي أو غيرهم تعرض لهذه النقطة، ولم أقف على رواية تشير إلى ذلك إلا ما ورد في حديث ابن عباس عند الخرائطي فقد جاء فيه ما نصه: "لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد مكة في العام الذي ردته قريش عن البيت وهو عام الحديبية، فلما سار رسول الله مرحلتين أو (ثلاث) قدم عليه بشر بن سفيان العتكي فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بشر هل عندك علم أن أهل مكة علموا بمسيري؟ " فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرك أني كنت أطوف بالبيت في ليلة كذا وكذا وسمى الليلة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالسير فيها إلى مكة، وقريش في أنديتها حول البيت، إذ صرخ صارخ من أعلي أبي قيبس بصوت أسمع أهل مكة بعيدهم ودانيهم وهو يقول:

هبوا فأخبركم مَنّى صحابته ... سيروا إليه وكونوا معشراً كرما

بعد الطواف وبعد السعي في مهل ... وأن يجوِّزهم من مكة الحَرَما

شاهت وجوهكم من معشر نكل ... لا ينصرون إذا ما حاربوا صنما

فما هو إلى أن سمع القوم ذلك، حتى ارتجت مكة، وقال١ أبو سفيان في جماعة معه فاجتمعوا عند الكعبة وتعاقدوا ألا تدخل عليهم مكة في عامهم، فقال رسول


١ قال: يعني: مال. انظر ترتيب القاموس ٣/٧١٨.

<<  <   >  >>