للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو وقال معمر١: فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد سهل لكم من أمركم"، قال الزهري٢ في حديثه، فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب"٣ الحديث.

وفي حديثهما من طريق ابن إسحاق قال: فحدثني الزهري أن قريشاً أرسلت سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي فقالوا: ائت محمداً فصالحه ولا يكون في صلحة إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فو الله لا تتحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة أبداً، فأتاه سهيل بن عمرو، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل"، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلما وأطالا الكلام وتراجعا حتى جرى بينهما الصلح"٤ الحديث.

وفي مرسل عروة من طريق ابنه هشام أن قريشاً بعثت مكرز بن حفص مع سهيل: فبعد أن ذكر قصة عروة بن مسعود قال: "فلما سمعوا مقالته أرسلوا إليه سهيل بن عمرو ومكرز بن حفص فقالوا: انطلقوا إلى محمد فقاضياه"٥.

وقد تقدم في حديث المسور ومروان من طريق معمر٦ أن مكرزاً ذهب قبل سهيل وفي أثناء حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم قدم سهيل بن عمرو، وهذا في البخاري فالأخذ به أولى.

وجاء في حديث سلمة بن الأكوع عند ابن أبي شيبة وغيره أن قريشاًَ بعثت مع سهيل بن عمرو حويطب بن العزى وحفصاً:


١ قال ابن حجر: هذا موصول إلى معمر بالإسناد المذكور أولاً، وهو مرسل، ولم أقف على من وصله لكن له شاهد موصول عند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع قال: "بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ... )) وللطبراني نحوه من حديث عبد الله بن السائب. فتح الباري ٥/٣٤٢.
قلت: حديث سلمة عند ابن أبي شيبة ضعيف، انظر: حديث رقم (٧٣) ، وأما حديث عبد الله بن السائب عند الطبراني فلم أقف عليه لعدم وجود القسم الذي هو فيه من المعجم الكبير.
٢ هو موصول بالإسناد المذكور أول الحديث، وإنما اعترض حديث عكرمة في أثنائه. فتح الباري ٥/٣٤٢.
٣ تقدمت الإشارة إليه ص:
٤ تقدمت الإشارة إليه ص:
٥ تقدم سنده مع طرف من أوله برقم (١١) وهناك الكلام عليه.
٦ انظر ص:

<<  <   >  >>