للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن علقمة١ بن قيس النخعي عن علي٢ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال سهيل: لا أعرف هذا ... ٣ الحديث.

سند هذا الحديث ضعيف جداً؛ لأن فيه ابن حميد (هو محمد) بن حميد الرازي، قال الذهبي: منكر الحديث٤، وفي إسناده أيضاً بريدة بن سفيان، قال البخاري: فيه نظر، وسئل أحمد عن حديثه فقال: بليه، وقال الدارقطني: متروك٥.

لكن الحديث أصله في الصحيحين دون ما في آخره، ومما أشار إلى ذلك في الصحيح ما يلي:

(١٠٩) قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه بينهم كتاباً فكتب: "محمد رسول الله" فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله، لو كنت رسول الله لم نقاتلك فقال لعلي: امحه، فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، فسألوه: ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه"٦.

وأخرجه٧ مسلم عن محمد بن المثنى وابن بشار، كلاهما عن غندر به نحوه.

وأخرجه٨ عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة به قال فيه: "كتب علي


١ علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، ثقة، ثبت فقيه عابد، من الثانية، مات بعد الستين، وقيل بعد السبعين: ع. تقريب: ٢٤٣.
٢ علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته، من السابقين الأولين، المرجح أنه أول من أسلم، وهو أحد العشرة، مات في رمضان سنة أربعين وهو يومئذ أفضل الأحياء من بني آدم بالأرض بإجماع أهل السنة، وله ثلاث وستون سنة على الأرجح: ع. تقريب: ٢٤٦.
٣ تاريخ ابن جرير الطبري ٢/٧٩.
٤ سير أعلام النبلاء ١١/٥٠٣.
٥ ميزان الاعتدال ١١/٣٠٦، تهذيب التهذيب ١/٤٣٣.
٦ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الصلح: ٢٦٩٨.
٧ صحيح مسلم، كتاب الجهاد: ٩١.
٨ صحيح مسلم، كتاب الجهاد: ٩٠.

<<  <   >  >>