للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أخرجه البخاري أيضاً من طرق أخرى غير طريق جويرية وكلها تفيد شهود نافع للقصة.

فأخرجه من طريق١ أيوب عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما دخل ابنه عبد الله بن عبد الله وظهره في الدار فقال: إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال، فيصدوك عن البيت فلو أقمت فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن حيل بيني وبين البيت، أفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} .

وأخرجه من طريقه٢ أيضاً بلفظ: قال عبد الله بن عبد الله بن عمر لأبيه: "أقم فإني لا آمن أن تصد عن البيت ... " الحديث بنحوه.

ومن طريق أيوب أخرجه مسلم٣ وأحمد٤ بنحوه.

وأخرجه البخاري من طريق٥ الليث عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أراد الحج عام نزل الحجاج بابن الزبير فقيل له: إن الناس كائن بينهم قتال، وإنا نخاف أن يصدوك فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} إذاً أصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه من طريق الليث مسلم٦ والنسائي٧ بنحوه.

وأخرجه البخاري من طريق٨ موسى بن عقبة عن نافع قال: "أراد ابن عمر رضي الله عنهما الحج عام حجة الحَروريَّة٩ في عهد ابن الزبير رضي الله عنهما فقيل


١ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الحج: ١٦٣٩.
٢ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الحج: ١٦٩٣.
٣ صحيح مسلم، كتاب الحج: ١٨٣.
٤ مسند أحمد ٢/٤.
٥ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الحج: ١٦٤٠.
٦ صحيح مسلم، كتاب الحج: ١٨٢.
٧ سنن النسائي ٥/١٥٨، مع شرحه السيوطي وحاشية السندي.
٨ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الحج: ١٧٠٨.
٩ ذكر ابن حجر أن بين هذه الرواية وبين رواية جويرية ((ليالي نزل الحجاج بابن الزبير)) تغاير، قال: لأن حجة الحرورية كانت في السنة التي مات فيها يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وذلك قبل أن يتسمى ابن الزبير بالخلافة، ونزول الحجاج بابن الزبير كان في سنة ثلاث وسبعين وذلك في آخر آيام ابن الزبير، إما أن يحمل على أن الراوي أطلق على الحجاج وأتباعه حرورية لجامع ما بينهم من الخروج على أئمة الحق، وإما أن يحمل على تعدد القصة. فتح الباري ٣/٥٥٠

<<  <   >  >>