للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن ابن إسحاق حسن الحديث صالح الحال صدوق، وما تفرد به ففيه نكارة فإن في حفظه شيئاً، وقد احتج به الأئمة١، والله أعلم ا. هـ

وقال الذهبي عنه أيضاً: "كان أحد أوعية العلم حبراً في معرفة المغازي والسير، وليس بذاك المتقن، فانحط حديثه عن رتبة الصحة، وهو صدوق في نفسه مرضى"٢ ا. هـ

وقال ابن حجر: "ما ينفرد به وإن لم يبلغ درجة الصحيح فهو في درجة الحسن، إذا صرح بالتحديث ... وإنما يصحح له من لا يفرق بين الصحيح والحسن ويجعل كل ما يصلح للحجة صحيحاً، وهذه طريقة ابن حبان، ومن ذكر معه"٣ ا. هـ

وحديث المسور ومروان ظاهره الإرسال، لأن المسور ومروان لم يشهد أحد منهما القصة.

أما المسور فقدومه للمدينة كان في السنة الثامنة بعد الفتح، وهو ابن ست سنين٤، بينما كانت الحديبية في السنة السادسة.

وأما مروان بن الحكم فلم تثبت له صحبة٥.

لكن جاء من طريق عقيل عند البخاري٦: "يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه الطريق أوضحت أن المسور ومروان سمعا الحديث من بعض الصحابة، وجهالة الصحابي لا تضر"٧؛ لأن الصحابة كلهم عدول.

وقد وقع في أثناء القصة ما يفيد أنهما سمعاها من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد جاء في الحديث: قال عمر بن الخطاب: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ...

وقد عقب ابن حجر على هذه العبارة بقوله: "هذا مما يقوي أن الذي حدث المسور ومروان بقصة الحديبية، هو عمر"٨ انتهى.


١ ميزان الاعتدال ٣/٤٧٥.
٢ تذكرة الحفاظ ١/١٧٣.
٣ فتح الباري ١١/١٦٣.
٤ الإصابة ٩/٢٠٤.
٥ تهذيب التهذيب ١٠/٩١، تقريب التهذيب: ٣٣٢.
٦ تقدم ص: ٥٥.
٧ تقريب النووي ١/٢٠٧، مع شرحه تدريب الراوي.
٨ فتح الباري ٥/٣٤٦.

<<  <   >  >>