تأثر بعض المستشرقين الجدد بأفكار وانسبرة، وعلى الأخص الذين يلقَّبون بـ "المنقحين" (Revisionists) ويعتقدون أنه لا بدّ لليهود في العصر الحديث من تنقيح أو نسف تاريخ العصور الوسطى وذلك لإفساح المجال لتمكنيهم من التعايش مع الآخرين على أرضية متساوية. ومن بينهم يهودا دي نيفو وج. كورن اللذان حددا منهجهما في نقطتين هما:
١-إنه لا بد من توثيق أية معلومات تنفرد بها الروايات الإسلامية بشواهد أثرية مادية (Archaeological evidence material) ، وفي حالة التناقض بينهما تفضل الثانية.
٢- إن عدم وجود شاهد خارجي لحدث تنفرد به الروايات الإسلامية يعد دليلا إيجابيا على أن الحدث لم يحدث.
وانطلاقا من هذين الأساسين يقول دي نيفو وج. كرون: إن حفريات أجريت في مناطق صحراوية من الأردن قد كشفت عن آثار يونانية ونبطية ورومانية، كما أن حفريات في النقب أظهرت آثارا تدل على وجود الوثنية والحياة الجاهلية هناك في القرن السادس والسابع الميلاديين (القرن الأول الهجري) وهذه الجاهلية مماثلة لما تذكره المصادر الإسلامية بالنسبة للحجاز في ذلك العصر، ولكن الحفريات في الحجاز نفسه لم تكشف عن أية آثار للجاهلية والوثنية، ولا عن آثار تشير إلى وجود اليهود في المدينة أو في خيبر أو