للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكانت هذه العملية مماثلة لما حدث في تقويم الكتاب المقدس لليهود. (١)

ب- إن الطابع الجدلي لكثير مما جاء في القرآن يدل على أن معارضة يهودية قوية كانت السبب في عملية الترسيم.

ج- إن الروايات الإسلامية مماثلة لما يسميه علماء الكتاب المقدس بـ "تاريخ النجاة" (Salvation History) أي قصة وضعت متأخرة لأغراض دينية ودعوية، ثم نسبت إلى وقت مبكر (projected back in time) .

إن تفسير عدم بقاء أية مواد تاريخية إسلامية من القرن الأول الهجري يعود إلى عدم وجودها، وأنه لا يمكن تصديق معظم الروايات الإسلامية بواسطة مصادر معاصرة غير إسلامية. كما يقول وانسبرة استنادا إلى شاخت: إن القرآن لم يكن مصدرا للشريعة الإسلامية قبل القرن التاسع عشر الميلادي. (٢)

وتزامن صدور كتاب وانسبرة الأول نشر كتاب جدلي آخر بقلم باتريشيا كرون (Patricia Crone) ومايكل كوك (Michael Cook) ، وقد كانا بمدرسة الدراسات الشرقية الإفريقية وقتذاك، وعنوان كتابهما: Hagarism: The Making of the Islamic World (الهاجرية: تكوين العالم الإسلامي) ، وقد صدر عام ١٩٧٧م. يعترف كوك وكرون أنهما لم يكتبا في كتابهما بشأن القرآن شيئاً ليس له أصل فيما كتبه وانسبرة في كتابه الدراسات القرآنية. (٣)


(١) انظر: J. Wansborough: Qur’anic Studies, etc, Oxford, ١٩٧٧, pp.٤٢-٤٥
(٢) المصدر نفسه، ص ٤٤
(٣) نقل القول توبي ليستر (Toby Lester) في مقالته “What is the Koran”, The Atlantic Monthly, January ١٩٩٩, p.٥٥

<<  <   >  >>