وذر النميمة لا تكن من أهلها ... وتجنبن من صاغها أو حاكها
وكتب ابن ثوابة إلى ابن فراس الكاتب:
[بسم الله الرحمن الرحيم]
عهدي بك يا سيدي يتطوع بنافلة لابتداء، فكيف تخل بفريضة الجواب، وهل يرضى الصديق منك أن تبره قريباً، وتجفوه بعيداً، وتذيقه حلاوة الوصل دانئاً، وتجرعه مرارة القطيعة نائياً، وما عليك لو رضيت بالبين فاجعاً، واكتفيت بالدهر قاطعاً:
والدهر ليس بمعتب من يجزع ... والبين بالشمل لمجمع مولع
فما ظنك بمن يجري ذوي المروءة مجرى سائر من يرى باطنه يخالف ظاهره، وتأويله ينافي تنزيله، وهذا هزل يترجم عن جد، والضد يبرز حسنه الضد، أودعتني، إذا ودعتني:
شوقاً إليك تفيض منه الأدمع ... وجوى عليك تضيق عنه الأضلع
فكم أتلهف على ما أنفدناه في حال الاجتماع من عيش رخي، ويوم فتي، وسرور امتدت ظلاله، وليل غاب عذاله، فارغب إلى الله في إعادة تلك العهود، إنه فعال لما يريد.
شاعر:
يا ذا الذي ألف القطيعة دهره ... إن القطيعة موضع الريب
إن كان ودك كامناً في نية ... فاطلب صديقاً عالماً بالغيب