الذي هو مالك همنا، والسابح في سرائرنا، لولا أنك أحلى من زلال الحياة إذا طابت، وأطيب من العيشة إذا لذت، وأعذب من الزلال على الحرة، وأدب في الضمائر من الخواطر، وأعلق بالعيون من النواظر، ما اهتززنا مشتاقين إليك، ولا الهبنا متهالكين عليك، ولكنك الروح، والصبر عن الروح معوز، والحياة والبقاء مع فقد الحياة معجز، فإن فاء بك رأيي في الانكفاء إلى أحداق طامحة نحوك، وهمم طائحة في الوجد بك، ومجالس خضرة نضرة بأحاديثك، ومسامع صاغية إلى لذيذ لفظك، وشهي جدك وهزلك، فتصدق علينا بنفسك إن الله يجزي المتصدقين.
سالم بن وابصة:
ونيرب من موالي السوء ذي حسد ... يقتات لحمي ولا يشفيه من قرم
داويت صدراً طويلاً غمره حقداً ... منه وقلمت أظفاراً بلا جلم
كقنفذ الرمل ما تخفى مدارجه ... خب إذا نام عنه البوم لم ينم
ملازم لخداع ما يفارقه ... يبدي لنا الغش والعوراء في الكلم
كأن سمعي إذا ما قال مخفظة ... أصم عنه وما بالسمع من صمم
حتى اطبى وده رفقي به ولقد ... نسيته الحقد حتى عاد كالحلم