واحتججت بذكره، واعتذرت بوصفه، والإسقاط لما جحدته، والإكذاب للجور الذي اقترفته، والرجوع عما أنكرته، والزيادة فيما اخترته، واستدعاء لك وإن انصرفت، وحياطة لما قدمت وإن ذممت، وإيثاراً للإغضاء والاحتمال فإنها أبلغ في الإصلاح، وأنجع في الاستنجاح، وأبلغ في التعليم، وأكبر في التوقيم، وإن احتيج إليه في مثلك ممن تؤمن عليه قريحته، وترده إلى الاستقامة تجربته.
سليمان بن وهب: من انصرف عن الحجة إلى الإقرار بما يلزمه وإن لم يكن لازماً فقد لطف للاستعطاف، واستوجب المسامحة والإنصاف.
لابن ثوابة: وصل إلي كتاب مخالف لما كنت أعرفك به من الصفح، والفضل، والأخذ بمحاسن الأمور، فإن كنت شفيت به غيظاً، وبردت به غليلاً فما أسهله، وإن كنت لم تندم عليه ندم المتنزه عن سوء المجازاة، ولم تراجع الجميل بعده فما أشده، وأي ذنب كان فأرجو أن لا يجتمع على عبدك الخطأ والإصرار على الذنب، ولا أفارق استصلاح رأيك، وارتجاع ودك ما حييت وإن لم أصل إلى يحازة ما كان لي منه، فإني قانع ببعضه، ما استقل شيئاً من أقسامه، ولا أيأس فيك من عقبى الأيام، وحين مراجعة الدهر حتى يكون هذا الذي حدث بيننا من ظلم وعتب منك نافياً