عبق العنبر، وتوصف فأرى لوصفك مالا يراه أحد من البشر لأحد من البشر، وربما حلمت بك في الرؤيا، فيكون في ذلك قوتي طول يومي، ومن كان هذا نعته من أجلك، فكيف ينمق بالقلم شوقه إليك، وكيف يذكر ما يختصه لك، وكيف يجهز ما يشتمل عليه من خالصته ومحبته إليك قد يقصر اللفظ للطف المعنى، كما يطول المعنى لقصر اللفظ، والإخاء إذا قدم استحصدت مرائره، واستوسقت سرائره، وعند ذلك يكون الوصف باللسان تكلفاً، والتكلف للوصف تأففاً، وقد حضر لعبدك ولدي ختان أنت أولي الناس فيه بالقيام والقعود، بين الناي والعود، فإن رأيت أن تبدر إلى ذلك غداة غد، مكافحاً للشمس عند الطلوع، غير عائج إلى غيره فعلت إن شاء الله.
فأجابه ابن الجمل:
[بسم الله الرحمن الرحيم]
لقد أوتيت - مد الله في عمرك - لساناً، وبياناً، وقلماً، وخطاً، فمن رام شأوك انقعص، ومن توهم اللحاق بك نكص، فلله درك من