بالقيروان، أو بغيرهما من مدن الساحل التونسي في حدود سنة ٤٤٣ هـ، والمظنون أن والده محمد بن علي هو المهاجر من صقلية عند اختلال الأحوال وقبيل استيلاء النرمان عليها، ولهذا السبب نفسه فارق كثير من مسلمي صقلية جزيرتهم، والتجأوا إلى الأصقاع الإسلامية، ولا سيما إلى إفريقية التونسية لقرب ما بين العدوتين.
ومما يؤيد ولادة المازري بالجهة الساحلية هو مزاولته التعليم صغيرًا بها، ولم يرو التاريخ أنه أخذ عن شيوخ بلاد نسبته مع توفرهم حينئذٍ هنالك. وفي نظرنا أن المازري نشأ بإفريقية، وبها قرأ وترعرع، وتلقى الدراسة العليا عن سندي المغرب في وقتهما بلا مدافع، أعني أبا الحسن اللخمي (١)
(١) أبو الحسن علي بن محمد الربعي شهر اللخمي رئيس فقهاء القيروان في عصره من تلاميذ السيوري وابن محرز، وأبي إسحاق التونسي. وللخمي تعليق على " المدونة " مُهِمٌّ جِدًّا يعرف بـ " التبصرة ". توفي سنة ٤٧٨ هـ، ودفن بصفاقس، وضريحه مشهور هنالك.