للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الثالثة: "تَزَّوارُ" بفتح الزاي مشددة، وألف بعدها، وتخفيف الراء لباقي القراء.

وقد رسمت بحذف الألف لتحتمل هذه القراءات الثلاث١، على غرار ما قلنا في مثل "ملك يوم الدين".

٢- حذف الواو:

أ- ما حذفت واوه اكتفاء بالضمة، وذلك في أربعة أفعال:

١- {وَيَدْعُ الْأِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} ٢ حذفت الواو من {وَيَدْعُ} .

٢- {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} ٣ حذفت الواو من {وَيَمْحُ} وأصلها "ويمحو".

٣- {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُر} ٤ حذفت الواو من {يَدْعُ} أصلها "يدعو".

٤- {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة} ٥ حذفت الواو من {سَنَدْعُ} فأصلها "سندعو".

ب- ما حذفت نونه للإضافة، وواوه اكتفاء بالضمة، وذلك في قوله تعالى: "وصالحُ المؤمنين"٦ فهو جمع مذكر سالم أصله: "وصالحون"٧.


١ انظر: إتحاف فضلاء البشر "٢/ ٢١٠-٢١١".
٢ سورة الإسراء من الآية "١١".
٣ سورة الشورى من الآية "٢٤".
٤ سورة القمر من الآية "٦".
٥ سورة العلق من الآية "١٨".
٦ سورة التحريم من الآية "٤".
٧ قال الزركشي في علة حذف هذه الواو: "وقد سقطت من أربعة أفعال، تنبيها على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود:
أولها: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة} فيه سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش، وهو وعيد عظيم، ذكر مبدؤه وحذف آخره، ويدل عليه قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} القمر: ٥٠.
وثانيها: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِل} حذفت منه الواو علامة على سرعة الحق وقبول الباطل له بسرعة، وبدليل قوله تعالى: {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} وليس "يمح" معطوفا على {يَخْتِمْ} الذي قبله، لأنه ظهر مع "يمح" الفاعل وعطف على الفعل ما بعده وهو: {وَيُحِقُّ الْحَق} .
وثالثها: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّر} حذف الواو يدل على أنه سهل عليه، ويسارع فيه كما يعمل في الخير، وإتيان الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير.
ورابعا: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاع} حذف الواو لسرعة الدعاء وسرعة الإجابة" البرهان "١/ ٣٩٧-٣٩٨".

<<  <   >  >>