وتوالت طباعة المصاحف، منذ ذلك التاريخ، ودخلت البلاد الإسلامية، فظهرت المصاحف المطبوعة في دار الخلافة العثمانية ومصر والهند وغيرها من البلاد الإسلامية.
وقد اشتهر بمصر في أوائل القرن الرابع عشر الهجري مصحف كتبه رضوان بن محمد الشهير بالمخللاتي، صاحب كتاب "إرشاد القراء والكاتبين إلى معرفة رسم الكتاب المبين" طبع هذا المصحف سنة "١٣٠٨هـ ١٨٩٠م" والتزم كاتبه بخصائص الرسم العثماني والضبط الذي أشرنا إليه من قبل.
وفي سنة ١٣٣٧هـ شكلت لجنة من قبل مشيخة الأزهر للإشراف على طبع المصحف الشريف على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم.
وكان هذا المصحف قد كتبه الشيخ محمد علي الحسيني الشهير بالحداد بخطه.
وكانت هذه اللجنة مكونة منه ومن الأساتذة: حفني ناصف، ومصطفى عناني، وأحمد الإسكندري -رحمهم الله تعالى١: وظهرت أول طبعة لهذا المصحف سنة "١٣٤٢هـ ١٩٢٣م" والمصاحف التي أشرنا إليها كانت مضبوطة على القواعد التي وضعها الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة.
وبجانب ذلك كانت هناك مصاحف أخرى في بلاد المغرب العربي، تختلف في طريقة الضبط -نوعا ما- مثل: جعل علامة الهمزة المحققة نقطة صفراء، والمسهلة نقطة حمراء، وعلامة الحرف الزائد دائرة حمراء فوقه وهكذا.
وتوالت -بعد ذلك- لجان الإشراف على طباعة المصحف الشريف في
١ مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح ص٩٩، والصفحة "س" من التعريف بالمصحف المذكور، ورسم المصحف لقدوري ص٦٠٤.