على علو مكانتهم، ورفعة منزلتهم، وأن الله -تعالى- حفظ على أيديهم هذا الكتاب المجيد الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} .
سادسا: تبين أن علامات الضبط والشكل كانت متأخرة إلى حد ما، وأن الهدف منها، حفظ كتاب الله تعالى من التحريف والتبديل، بعد أن اختلط اللسان العربي باللسان العجمي، وأن هذه العلامات لا دخل لها بالرسم، وإنما هي مساعدة على النطق السليم به فقط.
سابعا: أن مجمع البحوث الإسلامية، بالأزهر، والمجامع الفقهية بالمملكة العربية السعودية، وهيئة كبار العلماء بها، كل هذه الجهات العلمية بحثت موضوع "الرسم العثماني" وأجمعت على وجوب الالتزام به، وعدم جواز طبع المصحف بالرسم الإملائي الحديث؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تحريف القرآن الكريم؛ لأن الرسم الإملائي نفسه عرضة للتغيير من حين لآخر، وقد جاء الإسلام بسد ذرائع الشر ومنع أسباب الفتن.
كما يستفاد -أخيرا- أفضلية هذه الأمة على سائر الأمم، وأن الله تعالى اختارها لحمل منهجه في صورته الأخيرة، دون زيادة أو نقصان، ولذلك كانت خير الأمم على الإطلاق.
وقال تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: ٣٢] . فالحمد لله الذي جعلنا من هذه الأمة، ومن حملة كتابه الكريم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الرحمات.