للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} ١، وأخبر عن جميع الأشقياء أن الرسل أنذرتهم باليوم الآخر، وأخبر أن من آمن بالرسل، وأصلح من الأولين والآخرين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومثل قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} الآية، فذكر أن المؤمنين من هؤلاء هم أهل النجاة والسعادة، وكذلك الإيمان بالرسل كلهم متلازم، وذلك: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} الآية. فهذه الأصول الثلاثة التوحيد والإيمان بالرسل واليوم الآخر متلازمة، وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ} ٢ الآيات، أخبر أن جميع الأنبياء لهم أعداء يوحي بعضهم إلى بعض القول المزخرف، وهو المزين بغروره به، والغرور التلبيس، وهذا شأن كل كلام، وكل عمل يخالف ما جاءت به الرسل من أمر المتفلسفة والمتكلمين وغيرهم من الأولين والآخرين. ثم قال: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ} ٣، فأخبر أن كلام أعداء الرسل يصغي إليه الذين لا يؤمنون بالآخرة؛ فعلم أن مخالفة الرسل وترك الإيمان بالآخرة متلازمان؛ فمن لم يؤمن بها صغى إلى زخرفة أعدائهم فخالف الرسل، كما هو موجود في أصناف الكفار والمنافقين في هذه الأمور، ولهذا قال: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} الآيتين. أخبر أنهم يقولون إذا جاء تأويله:


١ سورة الأنعام آية: ١٥٠.
٢ سورة الأنعام آية: ١١٢.
٣ سورة الأنعام آية: ١١٣.

<<  <   >  >>