للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عروة: هؤلاء خمسة يشكون قال: وقالت الأخرى: زوجي: ليل (١) تهامه لا برد ولا مخافة (٢).

وقالت الأخرى: زوجي: إذا دخل فهد (٣)، وإذا خرج أسد (٤)، ولا يسأل عما عَهِد (٥).

وقالت الأخرى: زوجي: الريح ريح زرنب (٦)، والمس مس (٧) أرنب، أغلبه والناس (٨) يغلب.

وقالت الأخرى: زوجي: أبو مالك (٩) وما أبو مالك، ذُو إبل كثيرة المسالك قليلة المبارك، إذ سمعن صوت مِزهر (١٠) أيقن أنهن هوالك.

وقالت الأخرى: زوجي طويل النجاد (١١)، رفيع العماد (١٢)، عظيم


(١) هذا مدح بليغ، ومعناه: ليس فيه أذى، بل كليل تهامة ليس فيه حر ولا برد مفرط، وتهامه هي مكة وما حولها.
(٢) أي لا تخاف له غائلة لكرم أخلاقه.
(٣) أي إذا دخل البيت ينام، وصفته بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له، شبهته في لينه وغفلته بالفهد لأنه يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم.
(٤) أي يصير بين الناس مثل الأشد.
(٥) شديد الكرم كثير التغاضي لا يتفقد ما ذهب من ماله.
(٦) على وزن أرنب، وهو نبت طيب الرائحة.
(٧) أي مس زوجي كمس الأرنب في اللين والنعومة.
(٨) وصفته على جميل عشرته لها وصبره عليها بالشجاعة.
(٩) جاء في الصحيحين وغير "زوجي مالك، وما مالك له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح" قال الحافظ في الفتح ٩/ ٢٦٧: وقع في رواية سعيد بن سلمة عند الطبراني "أبو مالك وما أبو مالك، ذو إبل كثيرة المسالك قليلة المبارك"، ثم قال: قال عياض: إن لم تكن هذه الرواية وهمًا، فالمعنى: أنها كثيرة في حال دعيها، إذا ذهبت قليلة في حال مباركها إذا قامت لكثرة ما يتعرفنها.
(١٠) هو العدد الذي يضرب لأن زوجها إذا جاءه الضيفان أتاهم بالعيدان والمعازف، فإذا سمعن الإِبل العود عرفن أنهن هوالك.
(١١) تصفه بطول القامة، والنجاد حمائل السيف.
(١٢) وصفه بالشرف وسناء الذكر، وأصل العماد: عماد البيت، أي بيته في الحسب رفيع =

<<  <   >  >>