- أن يخالطوا المسلمين ويتأملوا في محاسن الإسلام وشرائعه وينظروا فيها , فيجدوها مؤسسة على ما تحتمله العقول وتقبله , فيدعوهم ذلك إلى الإسلام , ويرغبهم فيه , فيدخلوا فيه , وهذا أحب إلى الله من قتلهم. والمقصود من ذلك أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله , وعدم اختلاطهم بالمسلمين يفوت هذه المصلحة , وهي معرفتهم بالإسلام قال السبكي رحمه الله:"وعدم اختلاطهم يبعدهم عن معرفة محاسن الإسلام , ألا ترى من الهجرة إلى زمن الحديبية لم يدخل في الإسلام إلا قليل , ومن الحديبية إلى الفتح دخل فيه نحو عشرة آلاف؛ لا ختلاطهم بهم , للهدنة التي حصلت بينهم فهذا هو السبب في مشروعية عقد الذمة "(١) .