للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال: {إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} ١، وقال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} ٢. وقال: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٣.

وقال: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٤.

وقال. {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} ٥.

وقال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} ٦.

وكذلك سائر ما ذكر، لكن الإنسان يعتبر بما عرفه على ما لم يعرفه، ولولا ذلك لانسدت عليه طرق المعارف للأمور الغائبة، فإن الإنسان يعلم أنه حي عليم قدير سميع بصير متكلم فيتوصل بذلك إلى أن يفهم ما أخبر الله به عن نفسه من أنه حي عليم قدير سميع بصير، فإنه لولا تصوره لهذه المعاني من نفسه ونظره إليها لم يمكن أن يفهم ما غاب عنه، كما أنه لولا تصوره لما في الدنيا من العسل واللبن والماء والخمر والحرير والذهب والفضة لما أمكنه أن يتصور ما أخبر به من ذلك من الغيب، لكن لا يلزم أن يكون الغيب مثل الشهادة، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء"، فإن هذه الحقائق التي أخبر بها أنها في الجنة ليست مماثلة لهذه الموجودات في الدنيا بحيث يجوز على هذه ما يجوز على تلك، ويجب لها ما يجب لها، ويمتنع ما يمتنع عليها، ويكون مادتها مادتها ويستحيل استحالتها، فإنا نعلم


١ الآية ٤٤ من سورة الإسراء
٢ الآية ١٠١ من سورة الصافات
٣ الآية ١٤٣ من سورة البقرة
٤ الآية ١٢٨ من سورة التوبة
٥ الآية ٥٨ من سورة النساء
٦ الآية ٢ من سورة الإنسان

<<  <   >  >>