بالكتب إلى أقصى درجات الشغف. يقول المقريزي:«ذكر عند العزيز كتاب العين في اللغة، فأخرج منه نيفا وثلاثين نسخة من خزانته، منها واحد بخط الخليل بن أحمد مؤلّفها. وحملت إليه نسخة من تاريخ الطبري اشتراها بمائة دينار، فأمر الخزّان فأخرجوا من خزائنه عشرين نسخة، منها نسخة بخط محمد بن جرير جامعه. وذكرت عنده جمهرة ابن دريد فأخرج منها مائة نسخة» . كما يشير واضعو كتب التراجم إلى أن الشابشتي مؤلف كتاب" الديارات" عمل خازنا لمكتبة العزيز بالله، والرحالة الفذ المقدسي البشاري أهداه النسخة الأخيرة المنقحة من مؤلفة المهم" أحسن التقاسيم".
ولذلك لم يكن غريبا أن يهدي المهلّبي كتابه لهذا الرجل الحليم، والذي سبق لمؤلّف آخر أن أهداه كتابا عن «البيزرة» أي علم أحوال الجوارح من حيث صحّتها ومرضها، ومعرفة العلائم الدالّة على قوتها في الصيد. حيث قال المؤلف إنه كان «بازيار العزيز بالله نزار الفاطمي ونشأ في ظل هذا الخليفة منذ كان صبيا، وغذاه بنعمته ورقّاه إلى أن صار إقطاعه عشرين ألف دينار، وجعله مقدّما على البيازرة»«٤» .
وحسب السمعاني في كتاب الأنساب فإن المهلّبي بضم الميم، وفتح الهاء، وتشديد اللام، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه