لاحظنا أن النصوص تكاد تكون متطابقة بين ما نقله المهلّبي وبين ما هو موجود في أسفار العهد القديم، والذي ينقل عنه دون أن يشير إلى موضع النقل جريا على عادة القدماء، إذ يكتفي بالقول:
«يزعم أهل الكتاب» ، أو «قال أهل الكتاب» ، أو «قال أهل الكتاب من النصارى» .
ومن الواضح أن المهلّبي أراد لكتابه أن يكون جديدا في كل شيء، فلم ينقل عن غيره من المصنّفين العرب الذين سبقوه في هذا العلم، ولم يشر إلى أي مصدر، كما أن الدراسة المقارنة للنصوص تجعلنا نجزم بأن معلوماته أصيلة حققها بنفسه، ومصدرها تجربة شخصية وبحث ميداني. ومن هنا أتت أهمية هذا الكتاب، ولذلك نقل عنه مؤلفون رصينون مثل ابن العديم وياقوت الحموي وأبو الفداء.
وفي النهاية لا بد من إيضاح أن المقاييس والأطوال التي ترد في نصوص هذا الكتاب تعتمد المصطلحات القديمة كالفرسخ والميل والمرحلة، وقد فصل أبو الفداء في هذه المقاييس وقارن بينها في مؤلفه" تقويم البلدان" ونفردها هنا لكي نزيل أي التباس:
الفرسخ ٣ أميال.
الميل ٣ آلاف ذراع حسب القياس القديم و ٤ آلاف ذراع حسب القياس الحديث (المعاصر لأبي الفداء) .