قالوا: وكان من رسم الروم إذا استرمّت «١٦٣» كنبسة أن يسخروا من وجدوه من الغرباء في مدنهم. وكانت قريش قديما قبل الإسلام يسافرون إلى الشام في التجارات، فاتفق أن دخل عمر بن الخطاب في أيام احتيج فيها إلى تسخير الغرباء، فتسخّر في الكنيسة أياما «١٦٤» .
وفي ظهر الجامع كانت خضراء معاوية وهي داره، وهي الآن مجلس الشرطة ودار الضرب.
ومن طرائف دمشق، دار تعرف بدار قرمان. وهي الآن ثابتة، فيها ثلاث وستون بئرا كلها ماء معين «١٦٥» .
وبظاهر دمشق وادي البنفسج. تكسيره نحو أربعة أميال ونهر بردى يشقه، فالوادي كله مملوء بشجر السرو، لا تصل الشمس إلى أكثر أرضه. وأرضه كلها بنفسج متشح بعضه ببعض، في نهاية الحسن.
وبدمشق عدة من ألوان الورد. فمنها أصفر إبريز، وأسود، وسمّاقي، وورد موجّه، للورقة لونان من خارجها وداخلها. وليس الزهر على وجه الأرض ببلد أكثر منه بدمشق «١٦٦» .