ويتصل بها فإنها من جهة البر، وما يسامت الثغور الجزرية تواجه بلاد الفندق «١٨١» من بلد الروم، وبعض الناطلين «١٨٢» ، ومن جهة البحر بلاد سلوقية. وكانت عواصم هذه الثغور من ناحية الشام، أنطاكية وبلاد الجومة «١٨٣» وقورس «١٨٤» . فأما أهل هذه الثغور ومن كان يسكنها وأحوال البلاد ومقاديرها، فإن طرسوس كانت أجلّها مدينة وأكثرها أهلا، وأغصّها أسواقا، وليس على وجه الأرض مدينة جليلة إلا ولبعض أهلها دار حبس عليها حبس «١٨٥» نفيس وغلمان برسم تيك الدار بأحسن العدّة وأكمل الآلة، يقوم بهم الحبس الذي عليهم، وكان أكثر ذلك لأهل بغداد، فإنه كان لهم بها ولغيرهم من وجوه أهل البلدان وذوي اليسار منهم جلة الغلمان، مقيمين عليهم الوقوف السنية، والأرزاق الدارّة، ليس لهم عمل إلا ارتباط فرهة الخيل وتخريجها في الطراد والعمل عليها بسائر