للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم رجع بعد ذلك إلى أبيه في العيينة وأخذ يدرس الفقه على مذهب الإمام أحمد على والده، ورزق مع قوة الحفظ سرعة الكتابة بحيث إنه يخط كراسا بخط واضح في الجلسة الواحدة بلا سأم ولا تعب مما يحير أصحابه١، ويقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ: "وقد كتب بخط يده كثيرا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية لا يزال بعضها موجودا بالمتحف البريطاني بلندن"٢.

وقال حفيده وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "لما قدم جده سليمان بن علي من الروضة ونزل العيينة كان أفقه من نزل نجدا في وقته فتخرج عليه خلق كثير من أهل نجد منهم ابناه عبد الوهاب وإبراهيم، وكان المتولى للقضاء في العارض أبو عبد الوهاب، وكان عمه يسافر إلى ما حولهم من البلاد لحاجتهم إليه في الإفتاء وما يقع بينهم من بيع العقارات وكان عليه اعتمادهم فيما كتبه وأثبته، وأكثر إقامته مع أخيه عبد الوهاب فظهر شيخنا بين أبيه وعمه، فحفظ القرآن وهو صغير، وقرأ في فنون العلم، وصار له فهم قوي وهمة عالية في طلب العلم فصار يناظر أباه وعمه في بعض المسائل بالدليل على بعض الروايات عن الإمام أحمد والوجوه عن الأصحاب فتخرج عليهما في الفقه وناظرهما في مسائل قرأها


١ روضة ابن غنام جـ١/ ٢٥-٢٦.
٢ مشاهير علماء نجد وغيرهم ص ١٨، وانظر: عبد الحليم الجندي، (الإمام محمد بن عبد الوهاب أو انتصار المنهج السلفي) دار المعارف ص ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>