أسفاره في طلب العلم وهم لم ينفوا سفره إلى ما سوى ذلك، ولم يحددوا سفره بما ذكروا، وإنما ذكروا ما يستحق الذكر؛ وهو المهم الذي حصل فيه الشيخ على بغيته من أسفاره، فاقتصروا على ذكره وذكر من وقع عليهم اختياره من الشيوخ الفحول في علم أهل السنة والجماعة، أما المشائخ الآخرون في الأماكن الأخرى كبغداد والموصل. فيجوز أنهم ليسوا ممن اختاره الشيخ للأخذ عنه والتلقي منه، ولذا أهمل المؤرخون المؤيدون ذكرهم وذكر بلدانهم، واختيار العلماء يتطلب بحثا طويلا وترحالا كثيرا وصبرا جميلا والله أعلم.
رحلات الشيخ لم تتجاوز الحجاز والعراق والأحساء:
أما ما تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام وإلى فارس وإيران وقم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء ومجانبة الحقيقة كمرجليوث في دائرة المعارف الإسلامية وبرائجس، وهيوجز وزويمر، وبالغريف، وكتاب "لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب"١ ومن تأثر به فهو أمر غير مقبؤل لأن حفيد الشيخ ابن حسن وابنه عبد اللطيف وابن بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر
١ انظر: محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه لمسعود الندوي ص ٤٠، ٤١. وانظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره للدكتور العثيمين ص ٣٦-٣٩. وانظر: الإمام محمد بن عبد الوهاب أو انتصار المنهج السلفي لعبد الحليم الجندي ص ٩٢. وجزيرة العرب لحافظ وهبه ص ٣١٩.