ويظهر هذا من المقارنة بين آداب المشي إلى الصلاة هذا وبين كشاف القناع عن متن الاقناع.
وآداب المشي إلى الصلاة، عنوان لا يدل على كل مضمون الكتاب:
لقد أفرد كتاب آداب المشي إلى الصلاة بهذا العنوان في نسخه المخطوطة والمطبوعة وهوعنوان أول أبواب الكتاب، حيث إنه يبدأ بباب آداب المشي إلى الصلاة، ويثني بباب صفة الصلاة، وهكذا حتى يتم عشرين بابا في الصلاة والزكاة والصيام فأصبح مضمون الكتاب لا يقتصرعلى مدلول العنوان، كما أن العنوان لا يدل على كل ما تضمنه الكتاب، فهل هذا من وضع الشيخ نفسه أم لا؟ والجواب هو: أن الذي يظهر عدم قصد الشيخ في اختصاره الكتاب أن يقتصرعلى مضمون هذا العنوان، ولكنه قصد أن يختصر جزءا في فقه الصلاة والزكاة والصيام على المنهج الدراسي المجزأ لتسهيل دراسته على طلاب العلم كما هوالشأن من قديم في تقسيم الفقه إلى عبادات ومعاملات وغير ذلك. فأخذ هذا الجزء طابع الكتاب، وأخذ عنوان أول أبوابه فيما تعارف عليه طلاب العلم بينهم، وصار من باب تسمية الشيء باسم جزئه، وذلك من مجازات التسمية، ويؤيد ما ذكرنا أن هذا الجزء يبدأ مباشرة بباب آداب المشي إلى الصلاة مما يبين أنه يبني على أبواب سابقة. وهي الأبواب التي احتوت عليهما رسالة شروط الصلاة وكتاب الطهارة