للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على علمه العظيم، وقدرته العظيمة، وهاتان الصفتان أصل جميع الصفات، ومن هنا يثبت جميع الصفات، بخلاف من ظن أن معنى لا إله إلا الله، أي لا يقدر على الخلق إلا الله، فإن الأمر يؤول به إلى انكار الصفات أيضا١. لأن منكر الألوهية هو منكر لحقيقة الربوبية والأسماء والصفات ولا يغلط في توحيد الألوهية إلا من لم يعط توحيد الربوبية حقه٢. وأهل الجاهلية وإن أقروا بتوحيد الربوبية فإنهم لم يعطوه حقه وهو توحيد العبادة فلذلك كانوا مشركين ولم ينفعهم توحيد الربوبية حيث لم يعطوا حقه٣.

أما منكرالصفات فإنه منكر لحقيقة الألوهية فإن من شهد أن لا إله إلا الله صدقا من قلبه لابد أن يثبت الصفات والأفعال، ولذا آل الأمر بمن ينكر الصفات إلى إنكار الرب٤ تعالى.

ويقرر الشيخ أن الربوبية والألوهية يجتمعان في اللفظ فيفترقان في المعنى، ويفترقان في اللفظ فيجتمع المعنيان في لفظ كل واحد من اللفظين المفترقين، أي يفترقان إذا ذكرا معا كما في قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ} وكما يقال رب العالمين وإله العالمين وإله المرسلين


١ انظر: الدرر السنية، ج١، ص ٦٩- ٧١ ومؤلفات الشيخ، القسم الثالث، الفتاوى، ص ٤٢-٤٣.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الخامس، الشخصية رقم ١٨ ص ١٢٠-١٢٢.
٣ مؤلفات الشيخ، القسم الخامس، الشخصية، رسالة رقم ١٨ ص ١٢٠-١٢٢.
٤ انظر: الدرر السنية، ط ٢، ج١ ص ٧٠- ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>