قال الشيخ: فيها ذكر الحكمة في إنزال الروح وهو إنذار الخلق عن الشرك، وفيها الاستدلال بخلق السموات والأرض وأنه بالحق، والاستدلال بخلق الإنسان، فذكر أولا: الخلق العام ثم الخاص وفيها الاستدلال بخلق الأنعام على اختلافها وأن ذلك لنا، وذكر الخيل والبغال والحمير في الاستدلال، والتنبيه على خلق ما لا نعلم، وفيها اللاستدلال بانزال المطر والاستدلال بخلق الليل والنهار والعلويات وتسخيرها لنا بأمره وأنها آيات مخصوصة بالذين يعقلون، وفيها الاستدلال بخلق ما في الأرض لنا على اختلافه وكثرته والآيات في ذلك وتخصيص المتفكرين بفهمها، وتسخير الله البحر وأنه الذي فعله لا غيره، والاستدلال بخلق الجبال وفي قوله تعالى:{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} الدليل القاطع البديهي الفطري الضروري، وأن الذين يدعون من دون الله ليس لهم قدرة ولا لهم علم فلا يخلقون شيئا ولا يدرون متى يبعثون، وأنهم أموات غير أحياء وذكر المدلول عليه وهو توحيد الإِلهية وأنه مع تكاثر هذه الأدلة ووضوحها أنكرته قلوب هؤلاء وسببه عدم الإيمان بالآخرة لاخفاء الأدلة وأن الشرك