للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفردوه بجميع أنواع العبادة وأن يوحدوه بها فهي حقه الخاص لا شريك له على الإِطلاق ولو غلط في ذلك من غلط، وأعرض عن تعلمه من أعرض.

فتبين من هذه الأدلة والبراهين أن التوحيد هو إِفراد الله بالعبادة، وأن العبادة هي التوحيد فمن لم يأت بالتوحيد لم يعبد الله كما قال تعالى {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} .

العبادة وأنواعها:

والعبادة اسم جنس لها أنواع١، وهي ما أمر به شرعا من غير اطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي٢، ومعنى التوحيد أن تصرف جميع العبادات من الأقوال والأفعال لله وحده لا يجعل فيها شيء لا لملك مقرب ولا نبي مرسل٣.

والعبادة لا تسمى عبادة لله إلا مع توحيده بجميع أنواع العبادة، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة٤، وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها لأنه سبحانه أغنى الشركاء عن


١ مؤلفات الشيخ، القسم الخاص، الشخصية رقم ١٦ ص١٠٦.
٢ المرجع السابق رقم ١٣ ص ٩٠.
٣ المرجع السابق رقم ١٣ ص ٨٨.
٤ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، القواعد الأربع ص ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>