للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيده ونفخه فيه من روحه، وإِسكانه جنته وقد خاطب الله سبحانه بني إسرائيل الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل مع آبائهم وذكرهم بذلك واستدعاهم به وذكرهم أنه فعله لهم كقوله: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} (البقرة: ٥٠) - وغير ذلك، وذكر النعم التي هي أصل الشكر الذي هو الدين، لأن شكرها مبني على معرفتها وذكرها فمعرفة النعم من الشكر بل هي أم الشكر كما في الحديث "من أسدي إليه معروف فذكره فقد شكره فان كتم فقد كفره "- هذا في الأشياء التي تصدر من بني آدم فكيف بنعم المنعم على الحقيقة والكمال؟

واجتمع الصحابة يوما في دار يتذاكرون ما من الله عليهم به من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقوله في الحديث: (من أسدى إليه معروف ... الخ) روى بمعناه عن ابن عباس ورواه أحمد في مسنده بمعناه عن عائشة١.

ويرى الشيخ أن برهان محبة الله الصحيحة هي اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ٢ (آل عمران:٣١) . كما قدمنا قبل قليل٣.


١ مؤلفات الشيخ، القسم الرابع، التفسير ص ٩١-٩٢.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، مسائل الجاهلية ص ٣٤٧.
٣ انظر: (ص ٦٢٢) وما بعدها من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>