للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبع آيات ثلاث ونصف لله، وثلاث ونصف للعبد، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي- فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى علي عبدي- فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله: مجدني عبدني، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله: هذا بيني وبين عبد ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل- انتهى الحديث١.

وفعل السبب مع الاستعانة بالله من أكبر الأسباب في حصول المقصود ففى البسملة إذا قلت بسم الله فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك باسم الله لا بحويى ولا بقوتي بل أفعل هذا الأمر مستعينا بالله متبركا باسمه تبارك وتعالى، هذا في كل أمر تسمي في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا فإذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينا به متبرءا من الحول والقوة كان هذا أكبر الأسباب في حضور القلب، وطرد الموانع من كل خير ولذا كان أول اقرأ فيه الاستعانة


١ مؤلفات الشيخ، القسم الرابع، التفسير، الفاتحة ص ١٦ ص ٨، والقسم الأول، العقيدة، بعض فوائد سورة الفاتحة ص ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>