للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنها كسفينة نوح أن الذين خرجوا عن المشروع خرجوا إلى الشرك، وطائفة منهم يصلون للميت ويدعو أحدهم الميت، فيقول اغفر لي وارحمني، ومنهم من يستقبل القبر ويصلى لله مستدبراً الكعبة، ويقول القبر قبلة الخاصة والكعبة قبلة العامة١، وهذا يقوله: من هو أكثر عبادة وزهدا، وهو شيخ متبوع، ولعله أمثل أصحاب شيخه، لقوله في شيخه وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد يأمر المريد أول ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل عليها وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع وحضور القلب ما لا يجدونه في المساجد، وآخرون يحجون إلى القبور وطائفة صنفوا كتباً وسموها مناسك حج المشاهد، وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ وإِن لم يسموه منسكا وحجا، فالمعنى واحد وبعض الشيوخ المشهورين بالزهد والصلاح صنف كتاب الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ... وذكر في مناقب هذا الشيخ أنه حج مرة


١ وقد سمعت عام ١٣٩٨ هـ نحو هذه العبارة بل أشد من رجل يتكلم العربية وأظنه من الهنود اللاجئين إلى باكستان جاء زائرا إلى المسجد النبوي، وقد رأيته متجها نحو القبر يدعو رافعا يديه من مسافة بعيدة عن القبر منحرفا إليه عن القبلة، فلما نبهته إلى القبلة قال لي مثل هذه العبارة وزاد بتكفير من يخالفه وقال يخاطبني: "وهابي كافر"!
وهذه الظاهرة نذير خطر من أخطار الشرك وقد كثرت في هذه الأيام وأقل ما فيها انها بدعة منكرة نسأل الله السلامة والاستقامة والهداية إنه هو السميع العليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>