للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مزاود الدراهم أطنابا لخيمتهم وربطا لخيلهم بالليل لا يخشون سارقا ولا غيره ونمت المواشي والثمار وساد الأمن جميع البلاد وهذا من أثر عقيدة السلف الصالح التي أظهرها الشيخ. قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} .

وكان الإمام عبد العزيز يوصي عماله بتقوى الله وأخذ الزكاة على الوجه المشروع وإِعطاء الضعفاء والمساكين ويزجرهم عن الظلم وأخذ كرائم الأموال، ويكثر العطاء والصدقات للرعية من الوفود والأمراء والقضاة وأهل العلم وطلبته ومعلمة القرآن والمؤذنين وأئمة المساجد، حتى أئمة مساجد نخيل البلدان ومؤذنيهم.

وإذا أراد من الناس الغزو معه أو مع ابنه سعود، بعث رسله إلى رؤساء القبائل من العربان وواعد جميعهم يوما معلوما على ماء معلوم، فلا يتخلف أحد عن ذلك الموعد لا حقير ولا جليل، لا من بوادي الحجاز ولا العراق ولا الجنوب ولا غير ذلك فمن ذكر متخلفا ممن تعين عليه الأمر من راجل أو فارس، أدب أدبا بليغا وأخذ من ماله نكالا، والرجل الواحد أو الاثنان إذا أرسلهم عبد العزيز وابنه سعود إلى البوادي من جميع أقطار جزيرة نجد أخذوا منهم النكال من الأموال والخيل والإبل وغير ذلك، ويضربون الرجال ويعذبون المجرم بأنواع العذاب، ولا يتجاسر أحد أن يقول لهم شيئا، أو يشفع فيه، بل كلهم طائعون مذعنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>