ثم إنه حصلت ذنوب من الناس بعد ذلك وأمور من التقصير والاختلاف فكانت سببا في تسليط الأعداء على المسلمين، ابتلاء وامتحانا وتمحيصا واختبارا كما هي سنة الله تعالى العزيز الحكيم.
وقد تنبه إليها أبناء الشيخ وهم حسين وإبراهيم وعبد الله وعلي منذ حدوثها واستنكروها ونصحوا كافة المسلمين بمنشورهم إليهم، وحثوا على التوبة منها قبل أن تحل العقوبة وتنزل الكارثة فلا ينفع حينئذ ندم نادم.
ومن هذه الأمور المخالفة: ترك المحافظة على الصلوات الخمس، وهي عمود الإسلام من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ومنها الغفلة عن التفقه في دين الإسلام، حتى إن من الناس من ينشأ وهو ما يعرف دين الإسلام ومنهم من يدخل فيه وهو ما يعرفه ولا يفعله ظنا منه أن الإسلام هوالعهد، ومعرفة الإسلام والعمل به واجب على كل أحد ولا ينفع فيه التقليد.
ومنها أن من الناس من يمنع الزكاة، والذي ما يقدر على المنع يحبسها، والزكاة ركن من أركان الإسلام.
ومنها ظهور عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من كثير من الناس.
ومنها ما يجري من بعض الأمراء والعامة من الغلول من المغانم، ومن لم يستطع يتحيل على الغلول بالشراء ولا ينقد الثمن.