للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمانته ووفائه بوعده أثر طيب في نفس الشيخ التلمسانى، حتى إِنه لم ير ضرورة للضامن وأخذ يبيعه ما يحتاج إليه بوثيقة تسدد فيما بعد على أقساط، وقال له: " إني عاملت الناس أكثر من أربعين عاما فما وجدت أحسن من التعامل معك ياوهابي، يظهر أَن ما يشاع عنكم يا أهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين بسبب الحروب التي وقعت بينكم وبين أشراف مكة والمصريين والأتراك، فقد أشاعوا عنكم أقوالا منكرة " فسأله الشيخ أحمد أن يبينها له؟ فقال الشيخ التلمساني يقولون إنكم لا تصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تحبونه. فأجابه المؤلف "سبحانك! هذا بهتان عظيم! كيف ومن لم يصل عليه في التشهد في الصلاة فصلاته باطلة، ومن لا يحبه فكافر؟!، وإنما نحن أهل نجد ننكر الاستغاثة والاستعانة بالأموات ولا نستغيث إلا بالله وحده، ولا نستعين إلا به سبحانه، كما كان على ذلك سلف الأمة" وقد استمر النقاش بينه وبين الشيخ التلمساني ثلاثة أيام. وأخيراً هدى الله الشيخ التلمساني للحق، وصار موحدا ظاهراً وباطنا، ثم سأله الشيخ التلمساني أن يوضح له بعض أوجه الخلاف بينهم وبين خصومهم، فقال: إننا نعتقد أن الله فوق سماواته، مستو على عرشه، استواء يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تجسيم ولا تأويل، وهكذا في جميع آيات الصفات والأحاديث كما هي عقيدة السلف الصالح وكما جاء عن الإمام أبي الحسن الأشعري في كتابيه: "الإبانة في أصول الديانة" و"مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين".

<<  <  ج: ص:  >  >>