للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوهاب كما بيناه من كلام الصنعاني والبسام وغيرهما قبل قليل. ولم ينكر أحد من ابن غنام وابن بشر، أو غيرهما، وجود علماء في الفقه ووجود مسلمين، غير أن وجودهم لم يقض على اعتقاد أكثر الناس بالطواغيت أمثال تاج وشمسان وحسين وإدريس، وبالأشجار والأحجار والقبور والقبب وتقديس الصالحين والأولياء وعبادتهم كما قضى عليه وجود الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمناصرة الأمير محمد بن سعود في نجد وما حولها. أما ما بعد فلا يزال؛ كما هو الشأن في مصر، وغيرها إلى يومنا هذا، فوجود العلماء فيها أهل الدراية والتحقيق لم يقطع المظاهر المنافية للإسلام من مجتمعهم.

وقد سبقني إلى هذه الملاحظة الأستاذ صالح محمد الحسن في تعقيبه حول مقال الدكتور العثيمين في (مجلة الدارة) فقد لاحظ أن الدكتور العثيمين حين بحث الناحية العقيدية ذلك الزمن في مقاله أنهى تحليله بأن هناك جهلة يمارسون أعمالا شركية لكن عدد هؤلاء كان فيما يظهر قليلا، وأن هذه النتيجة تشكيك في الدور الَّذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب من محاربة مظاهر الشرك والعودة بالأمة إلى الكتاب والسنة عقيدة وسلوكا ومنهاج حياة، وتظهر الشيخ محبا للزعامة لأن الناس كانوا على العقيدة السليمة إلا النزر اليسير منهم١.


١ مجلة الدارة، ع ١، س ٥ ربيع الثاني ١٣٩٩هـ ص ٣٥٢-٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>