للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلم يرني أبو عمرو حتى قدم أبي ذهب أبو عمرو يستقبله ووافقني عند أبي فقال: يا أبا عمرو, كيف رضاك عن يحيى؟ فقال: ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت, فحلف بي أن لا يدخل البيت١ حتى أقرأ على أبي عمرو القرآن كله قائما على رجلي, فقعد أبو عمرو وقمت أقرأ عليه فلم أجلس حتى ختمت القرآن على أبي عمرو وقال: أحسبه قال: كانت اليمين بالطلاق، وقال ابن مجاهد: وإنما عولنا على اليزيدي وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه لأجل أنه انتصب للرواية عنه وتجرد لها ولم يشتغل بغيرها وهو أضبطهم، وقال الحافظ الذهبي: كان ثقة علامة فصيحا مفوّها بارعا في اللغات والآداب، أخذ عن الخليل وغيره حتى قيل: إنه أملى عشرة آلاف ورقة عن أبي عمرو خاصة، وله عدة تصانيف منها: كتاب النوادر, كتاب المقصور, كتاب المشكل, كتاب نوادر اللغة, كتاب في النحو مختصر، قلت: له نظم حسن فمنه:

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع ... وإن لم يكن ذنب لما عرف العفو

سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما ... كرهت وما إن يستوي السكر والصحو

توفي سنة اثنتين ومائتين بمرو وله أربع وسبعون سنة, وقيل: بل جاوز التسعين وقارب المائة.

٣٨٦١- يحيى بن محمد بن حسان القلعي من قلعة أيوب, مقرئ مصدر، قرأ القراءات على عبد الوهاب بن حكيم٢ وبالمهدية على أبي عبد الله بن الحداد الأقطع، قرأ عليه عثمان بن يوسف، قال أبو عبد الله: تصدر للإقراء وكان يسرد الصوم، توفي في حدود سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

٣٨٦٢- يحيى بن محمد بن خلف بن أحمد بن إبراهيم بن سعيد أبو زكريا الهوزني الإشبيلي, إمام كبير مقرئ مصدر بسبتة، قرأ على أبي الأصبغ عبد العزيز بن الطحان وأبي الحكم عبد الرحمن بن الحجاج، قرأ عليه أبو الحسن علي بن محمد الشاري وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، قال الأبار: كان من أهل الضبط والتجويد شهير الذكر أضر بأخرة, وله أرجوزة في غريب


١ لعله: "أن لا أدخل البيت".
٢ حكيم: الحكيم ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>