عند تعريف كلمة السيرة لابد من الرجوع إلى كتب اللغة ومعاجمها للوقوف على مدلول هذا اللفظ عند اللغويين، وذلك لكي يتضح ما يتضمنه هذا المصطلح الذي إذا أطلق ذهب المعنى تلقائياً إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من هنا وجب التعريف بهذا المصطلح لغوياً حتى نتمكن من تعريفه بعد ذلك عند عموم المؤرخين، وعند أهل الاختصاص ممن يذهب إلى أبعد من التعريف الاصطلاحي، ليضمنه أموراً حسية ومادية، وظاهرة وباطنة عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ليشمل التعريف كل شيء يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم منذ ولادته حتى وفاته، في شؤون الحياة كلها؛ العقدية، والفكرية، والاجتماعية، والأخلاقية، والإنسانية.
بهذا المفهوم الواسع، لا بد أن يوفر التعريف اللغوي ما يوضح هذه الحقيقة عن مصطلح السيرة النبوية، وكيف تطور ليعطي هذا المدلول الواسع الشامل عن حياة نبي الإسلام، ومنقذ البشرية، وقدوة المؤمنين في كل زمان ومكان صلى الله عليه وسلم:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} . [الأحزاب:٢١] .
يقول أهل اللغة: سار سَيراً، وتَسْياراً، ومَساراً، وسار السنَّةَ أو السِّيرةَ: سلكها واتبعها (١) .
(١) المعجم الوسيط: ١/٤٧٠، وانظر: مادة سير ومن معاني السيرة: السنة والطريقة، والحالة التي يكون عليها الإنسان.