[المبحث الأول: أهمية علم السيرة النبوية في حياة المسلمين]
...
الفصل الأول: المدخل إلى علم السيرة النبوية
[المبحث الأول: أهمية علم السيرة النبوية في حياة المسلمين]
إن لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة، سِجِلاً حافلاً بالمآثر، مليئاً بالمكرمات، مفعماً بالفضائل والدروس، إنها كثيرة المواعظ والعبر التي تنبض بالنور، وترشد إلى الخير، وتوقظ الهمم، وتشحذ العزائم، وتزيد الإيمان، وترسم الطريق إلى مرضاة الله عز وجل، وتضع المعالم أمام الدعاة والمصلحين.
إنها تجسد القيم العليا والمبادئ الرفيعة في شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واقعاً محسوساً لحياة كريمة فاضلة، سار على هديها الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، ومَنْ جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم بإحسان، فاستنارت العقول، وصلحت القلوب، وزكت النفوس، واستقامت الأخلاق، فكانوا بحق خير أمةٍ أُخرجت للناس.
لقد كان السلف الصالح يعلِّمون أبناءهم هذه السيرة كما يعلمونهم السورة من القرآن، فنشؤوا على الفضائل، ونهضوا إلى المكارم، وطمحوا إلى معالي الأمور، واتخذوا من الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى، ومناراً شامخاً، وقدوة حسنة ينالون باتباعه واقتفاء أثره والعمل بسنته خير الدنيا وسعادة الآخرة (١) .
يقول تعالى في محكم التنزيل:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الحشر: ٧] .