للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لذا يجب الاعتماد عليها، وتقديمها على غيرها من الكتب، حتى على روايات كتب المغازي والسير (١) .

غير أن هذه الكتب وهي كتب الحديث اعتنت بجمع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وتقريراته، وأحكامه، وقضاياه، ... وأفردت في الوقت نفسه أبواباً لمولده، وبعثته، وهجرته، ومغازيه ... إلا أن مقصد مؤلفي هذه الكتب كان منصَبًّا على قضية الأحكام الفقهية (٢) .

وكانت مشاهد السيرة تأتي في ثناياها ليستدل بها على الحكم الشرعي، كما في أبواب حجته صلى الله عليه وسلم، وبعض ما وقع له من المعجزات والخوارق (٣) وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

وهنا يجب أن نشير إلى قضية مهمة، وهي أن كتب الحديث بحكم عدم تخصصها، لا تورد التفاصيل، عن مولده، ونشأته، وبعثته، وهجرته، وغزواته، وجهاده، ... وبقية أخبار حياته (٤) بل كانت تقتصر على بعض تلك الأخبار وفق منهج أهل الحديث في الرواية.

لكننا نستطيع ومن خلالها أن نكوِّن فكرة شاملة، وإن كانت غير متكاملة أحياناً عن سيرته صلى الله عليه وسلم، لأنها رويت بالسند المتصل إلى صحابته رضوان الله عليهم، وهم أكمل وأصدق أجيال هذا التاريخ العظيم عن حياته وسيرتهصلى الله عليه وسلم (٥) .


(١) السيرة النبوية الصحيحة: ١:٥٠.
(٢) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:٣٦، وانظر فقه السيرة للبوطي: ص:٢١.
(٣) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:٣٦.
(٤) السيرة النبوية الصحيحة: ١/٥٠.
(٥) السيرة النبوية دروس وعبر: ص:٢٧.

<<  <   >  >>