رابعها: أن للسيرة قضايا كثيرة غير ذاته الشريفة من حيث الصفات، والأخلاق والدلائل، والشمائل والمعجزات، بل تعدتها إلى القضايا الرئيسة الكبرى في حياة المشرع الأعظم صلى الله عليه وسلم كالمواضيع العقائدية والاجتماعية، والأخلاقية، والسياسية، والعسكرية، وحتى الإنسانية إلى جميع الأمور المعاشية المرتبطة بالمسلم في جميع شؤون حياته اليومية، لهذا يقول الباري تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة}[الأحزاب:٢١] .
من هنا فقد أصبح حصر التأليف والتصنيف في السيرة النبوية موضوعاً شمولياً واسعاً يحتاج إلى جمعيات ومراكز متخصصة تستفيد من المعطيات الحديثة في استخدام الحاسوب لتتبع جميع المرويات في جميع الكتب المتوافرة قدر المستطاع، حتى يتسنّى لنا عمل موسوعة السيرة النبوية الصحيحة من خلال مراجعنا التي نثق بها ونعتمد عليها.
وما هذا البحث وغيره من البحوث إلا خطوة نحو تحقيق هذا الهدف المستقبلي الملقى على عاتق المراكز، والجامعات والهيئات المتخصصة في دراسة السنة والسيرة النبوية.
وإننا نتطلع إلى اليوم الذي نرى معه هذه الموسوعة التاريخية العظيمة التي نأمل أن ترى النور قريباً بإذن الله تعالى.
هذا ونسأل الله تعالى أن يوفق كل صاحب عمل خيرٍ يخدم السيرة وصاحبها عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام.