للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعرفه الزركشي رحمه الله بقوله: "علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم" وبيان معانيه، واستخراج حكمه وأحكامه" ١.

وهذا المعنى من معاني التأويل معنى صحيح معروف عند السلف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديث له عن أنواع التأويل: والثاني: أن التأويل بمعنى التفسير.

وهذا هو الغالب على اصطلاح مفسري القرآن كما يقول ابن جرير وأمثاله من المصنفين في التفسير: واختلف علماء التأويل.

ومجاهد إمام المفسرين، قال الثوري: إذا جاء التفسير عن مجاهد فحسبك به، وعلى تفسيره يعتمد الشافعي، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وغيرهم؛ فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره٢.

والنصوص الواردة عن العلماء في هذا الصدد كثيرة لا تكاد تحصر، ومنها قول الشافعي في كتابه الأم في أكثر من موضع: "وذلك _ والله أعلم _ بيِّن في التنزيل مستغنىً به عن التأويل" ٣.

المعنى الثالث من معاني التأويل:

الحقيقة التي يؤول إليها الكلام: كما قال _ تعالى _: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: ٥٣] .


١_ البرهان للزركشي ١/١٣.
٢_ التدمرية ص٩٢.
٣_ الأم للشافعي ٧/٣١٩، وانظر ٢/٢٨ و ٤/٢٤٢.

<<  <   >  >>